خشونة المفاصل (Osteoarthritis)، والتي تُسمى أحيانًا مرض المفاصل التنكسي أو OA، هي أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا. وتحدث عندما يتآكل الغضروف الذي يغطي نهايات العظام في المفصل تدريجيًا، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها عند تحريك المفصل.
عادةً ما تكون نهايات العظام مغطاة بطبقة صلبة وملساء من الغضاريف تعمل كوسادة ممتصة للصدمات وكمُزلِّق في الوقت نفسه، فتسمح بحركة المفصل بسهولة وأمان. في حالة خشونة المفاصل، يتآكل هذا الغضروف مع مرور الوقت، وفي النهاية تبدأ العظام في الاحتكاك ببعضها عند تحريك المفصل.
يمكن أن تصيب خشونة المفاصل أي مفصل، لكنها غالبًا ما تظهر في:
- اليدين
- الركبتين
- الحوض
- الرقبة (الفقرات العنقية)
- أسفل الظهر (الفقرات القطنية)
أنواع خشونة المفاصل
يقوم طبيب العظام بتقسيم خشونة المفاصل إلى نوعين:
- الخشونة الأولية: وهي الأكثر شيوعًا وتظهر عادةً بسبب التآكل الطبيعي للمفاصل مع التقدّم في العمر.
- الخشونة الثانوية: وتحدث عندما يتعرّض مفصل ما لإصابة مباشرة أو لمرض آخر يُتلف الغضروف مثل بعض أنواع التهابات المفاصل.
مدى شيوع خشونة المفاصل
خشونة المفاصل من الأمراض المنتشرة جدًا في العالم. وفي مصر يُقدَّر أن أكثر من خمسة ملايين شخص يعانون منها.
الأعراض والأسباب
الأعراض
الأعراض الأكثر شيوعًا لخشونة المفاصل تشمل:
- ألم في المفصل، خصوصًا عند الحركة
- تيبّس وصعوبة في تحريك المفصل
- تورم حول المفصل
- قلة في مدى الحركة
- إحساس بضعف أو عدم ثبات المفصل
- تغيّر في شكل المفصل أو حدوث تشوّه ملحوظ
الأسباب
السبب الدقيق للخشونة الأولية غير معروف بشكل كامل، لكنها غالبًا ما تتطور تدريجيًا مع التقدّم في السن نتيجة التآكل الطبيعي. أما الأسباب المباشرة التي قد تؤدي إلى الخشونة فتشمل:
- إصابات الملاعب
- السقوط
- حوادث الطرق
- بعض الأمراض مثل فرط حركة المفاصل أو متلازمة إهلرز-دانلوس
- بعض أنواع التهابات المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، النقرس، والتهاب المفاصل الصدفي
عوامل الخطر
أي شخص يمكن أن يُصاب بخشونة المفاصل، لكن بعض الفئات أكثر عرضة، مثل:
- من تجاوزوا سن الخامسة والخمسين، خصوصًا بعد إنقطاع الدورة الشهرية
- الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن أو سمنة (BMI فوق 25)
- مرضى السكري أو ارتفاع الكوليسترول
- مرضى بعض أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على المفاصل
التشخيص والفحوصات
يقوم طبيب العظام بتشخيص خشونة المفاصل من خلال الكشف السريري على المفصل وطلب فحوصات أشعة. يسأل الطبيب عن بداية الأعراض والأنشطة التي تزيدها أو تُحسّنها. الفحوصات التي تُستخدم تشمل:
- الأشعة السينية (X-ray)
- الرنين المغناطيسي (MRI)
- الأشعة المقطعية (CT)
كما قد تُطلب بعض تحاليل الدم لاستبعاد أمراض أخرى لها أعراض مشابهة.
العلاج
لا يوجد علاج شافٍ لخشونة المفاصل ولا يمكن استرجاع الغضروف التالف. ولكن هناك علاج فعال في تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة. ومن أهم الوسائل العلاجية:
- الأدوية: مثل مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة أو بوصفة طبية، سواء عن طريق الفم أو في صورة كريمات أو لاصقات تُوضع على الجلد.
- التمارين الرياضية: الحركة تساعد على تقليل التيبّس وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل. أنشطة مثل السباحة وتمارين الماء ورفع الأوزان الخفيفة مفيدة جدًا. أحيانًا يُنصح بالعلاج الطبيعي.
- الأجهزة المساعدة: مثل الدعامات أو النعل الطبي أو استخدام العصا أو المشاية لتقليل الضغط على المفصل.
- العلاج الحراري أو البارد: كمادات دافئة أو باردة لتخفيف الألم والتورم.
- العلاج الإشعاعي بجرعات منخفضة (LDRT): قد يُستخدم في بعض الحالات المبكرة لتقليل الالتهاب.
- الجراحة: في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج، قد يُوصي الطبيب باستبدال المفصل (Arthroplasty).
المسار المتوقع
معظم المرضى يحتاجون إلى متابعة وعلاج طويل المدى للسيطرة على الأعراض. من المهم البقاء نشطًا قدر الإمكان، لأن قلة الحركة بسبب الألم تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.
إذا أصبحت الأعراض عائقًا أمام النشاط اليومي، يمكن لطبيب العظام اقتراح بدائل علاجية أو تعديل الخطة الحالية.
الوقاية
أفضل طرق الوقاية من خشونة المفاصل تشمل:
- تجنّب التدخين
- ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام
- الحفاظ على وزن صحي
- استخدام حزام الأمان والوسائل الوقائية أثناء الأنشطة أو الرياضة
- إجراء فحوصات دورية وزيارة الطبيب عند ظهور أي أعراض في المفاصل
التعايش مع خشونة المفاصل
قد يتطلّب الأمر تعديل بعض الأنشطة اليومية، خصوصًا في فترات زيادة الأعراض. ويمكن لأخصائي العلاج الوظيفي (Occupational therapist) أن يساعد من خلال:
- أدوات مساعدة مثل المقابض لفتح البرطمانات
- تقنيات آمنة لممارسة الأنشطة والهوايات
- نصائح لتقليل الألم أثناء نوبات الخشونة
متى يجب زيارة طبيب العظام؟
يُنصح بمراجعة طبيب العظام عند ظهور أي ألم أو تيبّس في المفاصل حتى لو كان بسيطًا. العلاج المبكر يساعد على إبطاء تدهور الحالة. كما يجب زيارة الطبيب إذا أصبحت الأعراض أكثر تكرارًا أو أشد من السابق لمناقشة تعديلات جديدة في خطة العلاج.