ما هي المياه البيضاء (إعتام عدسة العين)؟

المياه البيضاء عبارة عن مناطق غائمة تظهر في عدسة العين. تتأثر العدسة، وهي جسم شفاف ومرن يتكون في الأساس من بروتينات تسمى كريستالين، مع التقدم في السن. بمرور الوقت، تتحلل هذه البروتينات، مما يؤدي إلى تكوين بقع غائمة تضعف الرؤية.

غالبًا ما يصف الأشخاص المصابون بالمياه البيضاء بصرهم كما لو كانوا ينظرون من خلال نافذة متسخة. ومع تقدم الحالة، يمكن أن تتدهور الرؤية بشكل أكبر، مما يجعل من الصعب أداء المهام اليومية.

يعتبر الاطباء المياه البيضاء جزءًا شائعًا وطبيعيًا من التقدم في السن، حيث يُعد إعتام عدسة العين المرتبط بالعمر النوع الأكثر انتشارًا.

لحسن الحظ، لست مضطرًا لقبول ضعف الرؤية. يمكن لأطباء العيون إجراء عملية جراحية لإزالة إعتام عدسة العين واستعادة وضوح بصرك.

أنواع المياه البيضاء

يمكن تصنيف المياه البيضاء إلى عدة أنواع، مع التركيز في هذه المقالة على المياه البيضاء المرتبطة بالعمر. تشمل الأنواع الأخرى:

  • المياه البيضاء عند الأطفال: يصيب هذا النوع الرضع والأطفال. وقد يكون خلقيًا، أي أن الأطفال يولدون به، أو قد يتطور بعد الولادة. غالبًا ما يكون للمياه البيضاء عند الأطفال مكون وراثي، ولكنه قد ينشأ أيضًا عن إصابات العين أو حالات العين الأخرى. يعد العلاج السريع أمرًا بالغ الأهمية لمنع المضاعفات مثل ضعف البصر (العين الكسولة).
  • المياه البيضاء الناتجة عن اصابة: يحدث هذا النوع نتيجة لإصابة العين. قد تكون المياه البيضاء الناتجة عن اصابة أكثر تعقيدًا، حيث قد يتضمن أيضًا إصلاح الانسجة المحيطة بالإضافة إلى معالجة إعتام عدسة العين نفسه.
  • المياه البيضاء الثانوية: هذه تتطور نتيجة لمرض بالعين آخر مثل الجلوكوما والتهاب القزحية. أو كمضاعفات لبعض الأدوية أو امراض اخري بالجسم.

تبدأ المياه البيضاء عادةً في التطور عندما تبدأ البروتينات الموجودة في عدسة العين في التحلل، وهو ما يحدث في سن الأربعين تقريبًا. ومع ذلك، لا يلاحظ معظم الأشخاص الأعراض حتى بلوغهم سن الستين أو بعد ذلك. قد تؤدي بعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري، إلى تكوين المياه البيضاء في وقت مبكر.

العوامل المساهمة في الإصابة بالمياه البيضاء

يتأثر تكوين إعتام عدسة العين بثلاث فئات رئيسية من العوامل المساهمة: البيئية والطبية والوراثية.

العوامل المساهمة البيئية

عوامل المساهمة البيئية هي عناصر موجودة في محيطك ويمكن أن تساهم في تطور المياه البيضاء. وتشمل هذه:

  • التعرض للأشعة فوق البنفسجية على المدى الطويل: يمكن أن يكون التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ضارًا.
  • تلوث الهواء
  • دخان التبغ
  • جلسات العلاج الإشعاعي: وخاصة في الجزء العلوي من الجسم.

تزيد هذه العوامل البيئية من إنتاج الجذور الحرة (free radicals) في الجسم، وهي جزيئات غير مستقرة يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا السليمة، بما في ذلك تلك الموجودة في عدسة العين، مما قد يؤدي إلى إعتام عدسة العين. قد يساعد تقليل التعرض لهذه العناصر في إبطاء تكوين المياه البيضاء، ويقوم الباحثون بالتحقيق في فعالية التدابير الوقائية.

العوامل المساهمة الطبية

يمكن للعديد من الحالات الطبية والعلاجات أن تزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء:

  • مرض السكري أو ارتفاع نسبة السكر في الدم
  • جراحات العين السابقة: مثل تلك الخاصة بالجلوكوما.
  • استخدام الكورتيكوستيرويدات: غالبًا ما يتم وصفها لحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • أمراض عيون معينة: بما في ذلك التهاب الشبكية الصباغي أو التهاب القزحية.

العوامل المساهمة الوراثية

قد يزيد التاريخ العائلي للمياه البيضاء من احتمالية إصابتك به. قد تؤدي بعض الطفرات الجينية إلى إعتام عدسة العين الخلقي (الموجود عند الولادة)، في حين قد تجعل الطفرات الأخرى العدسة أكثر عرضة للتلف من العوامل البيئية مع تقدمك في السن.

التشخيص والاختبارات

كيف يتم تشخيص المياه البيضاء؟

سيقوم طبيب العيون بمراقبة العدسة و البحث عن إعتام عدسة العين وتقييم شدته، من خلال إجراء فحص بالمصباح الشقي بالعيادة. كما سيسأل عن حدة و جودة نظرك وتاريخك الطبي وما إذا كنت تعاني من صعوبات في الأنشطة اليومية بسبب التغيرات في نظرك، وسيقوم بفحص شامل للعين لاستبعاد أي حالات أو أمراض أخرى .

العلاج

ما هي أفضل طريقة لعلاج المياه البيضاء؟

العلاج الوحيد الفعال للمياه البيضاء هو جراحة ازالة المياه البيضاء. أثناء هذا الإجراء، يقوم طبيب العيون بإزالة العدسة الطبيعية المعتمة واستبدالها بعدسة داخل العين (IOL)، وهي عدسة اصطناعية تبقى في العين. يمكن لطبيبك مناقشة خيارات العدسات داخل العين المختلفة المتاحة.

الميزة الأساسية للعدسات داخل العين هي أنها توفر رؤية واضحة، على غرار العدسة الطبيعية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها تصحيح عيوب الابصار (مثل قصر النظر، وطول النظر، والأستيجماتيزم)، مما يقلل من الاعتماد على النظارات أو العدسات اللاصقة بعد الجراحة.

هل جراحة المياه البيضاء آمنة؟

تعتبر جراحة المياه البيضاء واحدة من أكثر الجراحات أمانًا وأكثرها شيوعًا في العالم، حيث لا يعاني معظم المرضى من مضاعفات خطيرة. ومع ذلك، من المهم أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة، مثل انفصال الشبكية والعدوى.
يمكن أن تزيد بعض أمراض العيون أو بعض الحالات الطبية من خطر حدوث مضاعفات. من الضروري مناقشة عوامل الخطر لحالتك الفردية مع طبيبك قبل الجراحة، بالإضافة إلى أي استراتيجيات قد تكون لديه لمعالجة المشاكل المحتملة.

تواصل معنا

نحن هنا لدعمك في كل خطوة، ونسعى لتحقيق أعلى مستويات الثقة من خلال تقديم خدمات طبية ممتازة على أيدي فريق من الأطباء الاستشاريين في مختلف التخصصات.

Scroll to Top