مرض الاكتئاب: كل ما تحتاج معرفته

مرض الاكتئاب هو اضطراب في المزاج يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي كانت ممتعة من قبل. يمكن أن يؤثر أيضًا على التفكير والذاكرة والنوم والعادات الغذائية.
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن في بعض المواقف الصعبة في الحياة، لكن مرض الاكتئاب يختلف؛ إذ يستمر بشكل شبه يومي لمدة لا تقل عن أسبوعين ويصاحبه أعراض أخرى بجانب الحزن.
توجد أنواع متعددة من الاضطرابات الاكتئابية، ويُعتبر الاكتئاب الإكلينيكي هو الأكثر شدة وانتشارًا.
إذا لم يتم علاجه، يمكن أن يزداد سوءًا بمرور الوقت، وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى إيذاء النفس. والخبر الجيد هو أن العلاج فعّال ويمكن أن يحسّن الأعراض بشكل كبير.


ما هي أنواع الاكتئاب؟

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، تشمل الاضطرابات الاكتئابية ما يلي:

  • الاكتئاب الإكلينيكي: يشمل شعورًا دائمًا بالحزن، وانخفاض تقدير الذات، وفقدان الاهتمام، واضطرابات في النوم أو الأكل أو النشاط، ويستمر ذلك لمدة أسبوعين على الأقل.
  • الاكتئاب المزمن أو المستمر: أعراضه أقل حدة من الاكتئاب الإكلينيكي لكنه يستمر لمدة سنتين أو أكثر.
  • اضطراب تقلبات المزاج التخريبي: يظهر عند الأطفال ويشمل نوبات غضب متكررة وتهيج دائم، ويبدأ غالبًا قبل سن العاشرة.
  • الاكتئاب السابق للدورة الشهرية (PMDD): يشمل أعراضًا مزاجية مثل الاكتئاب أو القلق أو العصبية قبل الدورة الشهرية وتتحسن الأعراض بعد بدايتها.
  • الاكتئاب الناتج عن حالة طبية: بعض الأمراض مثل الغدة الدرقية، الباركنسون، السرطان، أو أمراض القلب يمكن أن تسبب أعراض اكتئابية، وعلاج الحالة الأساسية قد يُحسن الأعراض.

الأنواع المحددة من الاكتئاب الإكلينيكي تشمل:

  • الاكتئاب الموسمي: يظهر في الخريف والشتاء ويختفي في الربيع أو الصيف.
  • الاكتئاب أثناء الحمل أو ما بعد الولادة: يظهر خلال فترة الحمل أو في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
  • الاكتئاب غير النمطي: يتميز بتحسن مؤقت في المزاج مع الأحداث الإيجابية، ويصاحبه أحيانًا زيادة الشهية أو حساسية مفرطة للرفض.

أيضًا، يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) من نوبات اكتئاب إلى جانب نوبات هوس أو فرط نشاط.


من يمكن أن يُصاب بالاكتئاب؟

الاكتئاب يمكن أن يصيب أي شخص، سواء الأطفال أو الكبار.
بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة، مثل:

  • أمراض الجهاز العصبي مثل الزهايمر أو الباركنسون
  • السكتة الدماغية
  • التصلب المتعدد
  • السرطان
  • آلام مزمنة
  • ضعف البصر مثل الضمور البقعي

ما مدى شيوع الاكتئاب؟

الاكتئاب منتشر بدرجة كبيرة في مصر، وتشير التقديرات التقريبية الحديثة إلى أن أكثر من 5% من البالغين في مصر يعانون من أحد أنواع الاضطرابات الاكتئابية في مرحلة ما من حياتهم.


علامات وأعراض الاكتئاب

تختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، ويمكن أن تكون خفيفة أو شديدة، ومنها:

  • شعور دائم بالحزن أو الإحباط أو القلق
  • فقدان الاستمتاع بالأشياء
  • سرعة الغضب والانفعال
  • تغيرات في الشهية والوزن
  • صعوبة في النوم أو النوم المفرط
  • نقص في الطاقة والشعور بالإرهاق
  • ضعف في التركيز أو اتخاذ القرار
  • مشاكل جسدية مثل صعوبة في التنفس، الصداع، أو آلام في المعدة
  • ميول لإيذاء النفس أو الانعزال الشديد

الأسباب

السبب الدقيق غير معروف، لكن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى الاكتئاب، منها:

  • كيمياء المخ: اضطرابات في مواد كيميائية في المخ تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، تساعد في تنظيم المزاج، النوم، الشهية، التركيز… إلخ.
  • الوراثة: وجود حالات اكتئاب في العائلة يزيد من احتمالية الإصابة
  • ضغوط الحياة: مثل فقدان شخص عزيز، صدمات نفسية، الانفصال، العزلة
  • مشاكل صحية: مثل الأمراض المزمنة
  • الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب اكتئابًا كأثر جانبي
  • تعاطي المخدرات أو الكحول: يفاقم من أعراض الاكتئاب

التشخيص والاختبارات

يقوم الطبيب النفسي بالتشخيص من خلال تقييم الأعراض والتاريخ الطبي والنفسي.
يشترط لتشخيص الاكتئاب أن تظهر خمسة أعراض على الأقل بشكل يومي تقريبًا لمدة لا تقل عن أسبوعين.
قد يطلب الطبيب تحاليل دم أو اختبارات أخرى لاستبعاد وجود سبب عضوي للأعراض.


العلاج

الاكتئاب من الحالات القابلة للعلاج، وتشير الدراسات إلى أن 80% إلى 90% من المرضى يتحسنون مع العلاج المناسب.
خيارات العلاج تشمل:

  • العلاج النفسي: مثل العلاج المعرفي السلوكي، ويُستخدم لتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية
  • الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب، وقد تستغرق بضعة أسابيع لتظهر نتائجها
  • تحفيز المخ: مثل التحفيز المغناطيسي أو الكهربائي للحالات الشديدة جداً

كما يمكن اتباع عادات يومية تساعد في تحسين الحالة:

  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • النوم الجيد
  • تناول طعام صحي
  • التواصل مع الآخرين

التحسن المتوقع

يعتمد تحسن الحالة على عوامل مثل شدة الاكتئاب، مدة الأعراض، وتوفر العلاج.
مع التشخيص الصحيح والعلاج، يمكن لمعظم المصابين أن يعيشوا حياة طبيعية.
إذا لم يتم علاج الاكتئاب، فقد تتدهور الحالة، ويؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، وقد يؤدي إلى إيذاء النفس.


الوقاية

لا يمكن دائمًا منع الاكتئاب، لكن هناك خطوات تقلل من احتمالية الإصابة به، منها:

  • الحفاظ على نمط نوم منتظم
  • التعامل مع الضغوط بشكل صحي
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • الحصول على الدعم النفسي وقت الحاجة

متى يجب أن تزور الطبيب النفسي؟

ينبغي زيارة الطبيب النفسي عند ظهور أي أعراض اكتئابية.
إذا بدأت العلاج ولم تلاحظ تحسنًا، أو ظهرت آثار جانبية مزعجة، راجع الطبيب لتعديل خطة العلاج.

تواصل معنا

نحن هنا لدعمك في كل خطوة، ونسعى لتحقيق أعلى مستويات الثقة من خلال تقديم خدمات طبية ممتازة على أيدي فريق من الأطباء الاستشاريين في مختلف التخصصات.

Scroll to Top