ما هو إلتهاب المفاصل الروماتويدي؟

يؤثر إلتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis – RA) على الجسم بطرق متعددة، وقد يسبب مضاعفات مثل أمراض القلب، الالتهاب المزمن، والشعور بالإجهاد الشديد.
يُعد إلتهاب المفاصل الروماتويدي مرضًا مناعيًّا ذاتيًّا يؤثر على عدة أجهزة في الجسم.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis – RA) هو مرض مناعي ذاتي مزمن يسبب ألمًا، تورمًا، وتيبسًا في بطانة المفاصل (الغشاء synovium). غالبًا ما يؤثر على مفاصل الأصابع، اليدين، المعصمين، الركبتين، الكاحلين، القدمين وأصابع القدم. عادةً يظهر الالتهاب في نفس المفاصل على جانبي الجسم، وهو ما يميزه عن أنواع أخرى من التهاب المفاصل.

الالتهاب غير المسيطر عليه يُتلف الغضاريف، التي تعمل عادةً كـ “ممتص للصدمات” في المفاصل. مع مرور الوقت قد تتشوه المفاصل، وفي النهاية قد يتآكل العظم نفسه، مما قد يؤدي إلى اندماج المفاصل.

تشارك خلايا معينة من الجهاز المناعي (جهاز مكافحة العدوى في الجسم) في هذه العملية. هذه المواد تُنتَج في المفاصل ولكنها أيضًا تنتشر في الجسم وتسبب أعراضًا عامة. بالإضافة إلى المفاصل، قد يؤثر الالتهاب الروماتويدي أحيانًا على أجزاء أخرى من الجسم مثل:

  • القلب
  • الجلد
  • العينين
  • الفم
  • الرئتين
  • الأوعية الدموية

ما هي مراحل التهاب المفاصل الروماتويدي؟

المراحل الأربع للمرض هي:

  • المرحلة الأولى: في البداية يحدث التهاب في الأنسجة المحيطة بالمفاصل. قد تشعر بألم وتيبس بسيط. إذا طلب طبيبك أشعة سينية فلن تظهر تغييرات مدمرة في العظام.
  • المرحلة الثانية: يبدأ الالتهاب في إتلاف الغضاريف. قد تلاحظ تيبسًا وانخفاضًا في مجال الحركة.
  • المرحلة الثالثة: يصبح الالتهاب شديدًا لدرجة أنه يضر بالعظام. يزداد الألم والتيبس، وتنقص الحركة أكثر، وقد تبدأ التغيرات الجسدية بالظهور.
  • المرحلة الرابعة: يتوقف الالتهاب، لكن المفاصل تستمر في التدهور. يحدث ألم شديد، تورم، تيبس وفقدان القدرة على الحركة.

قد تستغرق هذه المراحل سنوات طويلة، وبعض المرضى لا يمرون بجميع المراحل.

متى يظهر عادةً التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يبدأ عادةً بين عمر 30 و60 عامًا، لكن يمكن أن يصيب أي شخص. إذا أصاب الأطفال والشباب بين 16 و40 سنة يسمى التهاب المفاصل الروماتويدي المبكر (YORA). وإذا ظهر بعد سن الـ60 يسمى التهاب المفاصل الروماتويدي المتأخر (LORA).

الأعراض والأسباب

ما هي الأعراض الرئيسية؟

الأعراض قد تشمل:

  • ألم، تورم، تيبس وحساسية في أكثر من مفصل.
  • تيبس خاصةً في الصباح أو بعد الجلوس طويلًا.
  • ألم وتيبس في نفس المفاصل على جانبي الجسم.
  • إرهاق شديد.
  • ضعف عام.
  • ارتفاع طفيف في الحرارة.

تختلف الأعراض من شخص لآخر. أحيانًا تتطور ببطء على مدى سنوات، وأحيانًا بسرعة. غالبًا ما يمر المريض بفترات نشاط للمرض (flare) وفترات هدوء (remission).

ما العلامات المبكرة؟

تشمل العلامات المبكرة ألمًا أو حساسية في المفاصل الصغيرة مثل الأصابع وأصابع القدم، أو قد يظهر في مفاصل أكبر مثل الركبة أو الكتف. هذه العلامات المبكرة مهمة لأنها تعني أن التشخيص المبكر والعلاج السريع يقللان من خطر تلف المفاصل الدائم.

ما هي أسباب المرض؟

السبب الدقيق غير معروف، لكن يعتقد أنه مزيج من العوامل الجينية، الهرمونية، والبيئية.
عادةً جهاز المناعة يحمي الجسم، لكن مع المرض يهاجم المفاصل. قد تكون العدوى، التدخين، أو الضغوط الجسدية والنفسية من المحفزات.

هل هو وراثي؟

تمت دراسة عدة جينات كعوامل خطر. بعض التغيرات الجينية بالإضافة لعوامل غير وراثية (مثل الجنس والتعرض للملوثات) تزيد من احتمالية الإصابة.
الأشخاص الذين لديهم تغيرات في جينات HLA معرضون أكثر للإصابة. هذه الجينات تساعد الجهاز المناعي على التمييز بين بروتينات الجسم والبروتينات الغريبة مثل الفيروسات.

من الأكثر عرضة؟

عوامل الخطر تشمل:

  • التاريخ العائلي.
  • الجنس: النساء أكثر عرضة بثلاث مرات.
  • التدخين.
  • السمنة.

ما المضاعفات المحتملة؟

بدون علاج مناسب قد يؤدي المرض إلى:

  • تلف أو تشوه المفاصل.
  • زيادة القابلية للعدوى الفيروسية.
  • جفاف العينين والفم.
  • متلازمة نفق المعصم (Carpal tunnel syndrome).
  • هشاشة العظام (Osteoporosis).
  • أمراض القلب.
  • تليف رئوي (Interstitial lung disease).
  • سرطان الغدد الليمفاوية.

التشخيص والفحوصات

كيف يُشخص التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يقوم طبيب أمراض الروماتيزم والمناعة بالتشخيص بناءً على:

  • الفحص السريري والتاريخ المرضي.
  • تحاليل الدم.
  • الفحوصات التصويرية.

تحاليل الدم قد تشمل:

  • سرعة ترسيب الدم (ESR).
  • بروتين سي التفاعلي (CRP).
  • عامل الروماتويد (Rheumatoid factor).
  • أجسام مضادة للـ CCP.

الفحوصات التصويرية قد تشمل:

  • الأشعة السينية.
  • الموجات الصوتية.
  • الرنين المغناطيسي (MRI).

أحيانًا قد يراقبك الطبيب مع مرور الوقت قبل تأكيد التشخيص.

العلاج

كيف يُعالج المرض؟

الهدف الأساسي هو تقليل الألم والتورم، والحفاظ على وظيفة المفاصل أو تحسينها. الهدف طويل الأمد هو إبطاء أو وقف تلف المفاصل.

العلاج عادةً يشمل الأدوية، وأحيانًا الجراحة. يحدد طبيب الروماتيزم الأنسب حسب حالتك.

الأدوية

العلاج المبكر يحسن النتائج على المدى الطويل. غالبًا يُستخدم مزيج من الأدوية لتحقيق أفضل النتائج.

الأدوية تشمل:

  • Disease-modifying antirheumatic drugs (DMARDs).
  • Non-steroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDs).
  • Corticosteroids.
  • Janus kinase (JAK) inhibitors.
  • Biologics.

الدواء الأكثر أمانًا هو الذي يوازن بين أكبر قدر من الفائدة وأقل قدر من الآثار الجانبية، وهذا يختلف من شخص لآخر. لذلك يقوم طبيب الروماتيزم بوضع خطة علاجية مخصّصة لكل مريض.

متى يُستخدم التدخل الجراحي؟

قد تُجرى الجراحة لاستعادة وظيفة المفاصل المتضررة بشدة، أو إذا لم تتم السيطرة على الألم بالأدوية. العمليات تشمل:

  • تغيير مفصل الركبة.
  • تغيير مفصل الحوض.
  • جراحات لتصحيح التشوهات.

مسار المرض

لا يوجد شفاء نهائي حاليًا، لكن هناك طرق فعالة لتقليل الألم والالتهاب وإبطاء المرض. التشخيص المبكر والعلاج المناسب أمران أساسيان.

من دون علاج يمكن أن يؤدي المرض إلى تلف دائم في الغضاريف والمفاصل، وأيضًا يضر بأعضاء مثل القلب والرئتين.

التعايش مع إلتهاب المفاصل الروماتويدي

من المهم زيارة طبيب الروماتيزم بانتظام لمتابعة الأعراض ومراقبة آثار الأدوية. قد يعدل الطبيب الجرعات أو يغير نوع الدواء عند الحاجة.

كما يساعد اتباع نظام غذائي صحي، والنشاط البدني اليومي، والتوقف عن التدخين في تحسين حالتك.

تواصل معنا

نحن هنا لدعمك في كل خطوة، ونسعى لتحقيق أعلى مستويات الثقة من خلال تقديم خدمات طبية ممتازة على أيدي فريق من الأطباء الاستشاريين في مختلف التخصصات.

Scroll to Top